4 أبريل 2011




كثيرة هذه المشكلات وكثيرة هى الحلول..إلا إنني رغبت هذه المرة أن أكتب عن ذكرياتي والحالات التي مرت بي خلال عملي في هذا المجال.
القدرة على معرفة مشاعر ودوافع الآخرين ، من ذكاءات هذاالعصر الذى بات الذكاء العقلي لا يأتي بنتيجة إلا إذا أقتربت بالذكاءات الآخرى ،والذكاء الإجتماعي هو من أهم الذكاءات كي تفهم المشاعر وتعيش مرحلة من الحياة الوجدانية للفرد كي تصل لذاته وعمقه البعيد...
حالات ومواقف..ذكريات..آلام ..وآمال..طموحات..ملأت علي خلال أكثر من 8 سنوات من بين كل الطيوف..يمر علي طيفها دائما..
طالبة كانت معي ورافقتني في سنتي الأولى من التعيين ..طفولية الملامح..متحدثة..لها نظرة تخترق القلب ،لتلامس مشاعر من يجلس أمامها، ليتعرف على ما تعانيهوتعنيه بتلك النظرة ..فطالبتي من أكثر الطالبات التزاما ومتفوقة ..طموحة على الرغم من صغر سنها.. جائتني في يوما ما تبكي بحرقة .. لم أستطيع فهم ذلك البكاء..أستمرت في البكاء..وأستمرت محاولاتي معها في تهدئة الوضع..جائني جوابها مفاجأة لا أرغب في المدرسة والحضور لها..الجميع تفاجئ من هذا القرار .
أستمرت حالتها ما يقارب الشهر وهى دائما ترافقني في يومي،جميع الحلول وضعت لها..تغيير الصف والمدرسة أي شئ تقرره إلا أنها ترفض .
واستمرت رحلتي معها،بعد فترة وبعد أن تأصلت علاقتي بها..
بلمة حب،وضمة حنين أو شعورها بالأمان الذي كانت تفتقده وتصرح بفقدته إلا بقربي ..
قررت أن تخبرني سر خوفها ،وفهمت بعدها لماذا كل ذلك الخوف_ الهروب_ سوء حالتها الصحية بطريقة واضحة ..أستفراغها كل يوم صباح أمام عيني..قالت لي وبك براءة (أستاذة هل يمكن أن يخرج من أصبعك الكبير جني؟!!)
أذهلني سؤالها ..هذا هو المفتاح..أدركت الحوار،وعرفت السر.
إحدى طالبات المجموعة كانت توهمها وتخوفها بالنظر للأسف لتقول لها، أنظري سوف يخرج جني من أصبعك الكبير!!
كل ذلك وتلك المعاناة ومحاولاتنا مع أهلها لم تفدنا بشئ.
أقتنعت وأيقنت بعد ذلك بأنني مهما بلغت من الذكاء فبدون الوصول لعمق طالباتي ونشر الحب والأهتمام بهن لن أستطيع مساعدتهن أبدا.

                                                                             
                        الأخصائية الإجتماعية: أ. مريم الحسني